روائع مختارة | روضة الدعاة | أدب وثقافة وإبداع | يـوم جديـد ســمين!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > أدب وثقافة وإبداع > يـوم جديـد ســمين!


  يـوم جديـد ســمين!
     عدد مرات المشاهدة: 3902        عدد مرات الإرسال: 0

قامت أمي إلى النوم وهي متأثرة حزينة! قلت لها مرارًا: لا تشاهدي ما يُحزنك يا أمي ولا تتابعي الأخبار... فتجيبني: مَن لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم يا ابنتي! من لا يتابع أخبار إخوانه في كل مكان ينساهم ولا يَذْكرهم، ويعش لاهيًا منعّمًا، بل وجاهلًا.

لعلها من أجل ذلك أصبحت حزينة في معظم أوقاتها؟ أو ربما لأنها تركت وظيفتها التي كانت جزءًا مهمًا من حياتها؟

على كل حال، غدًا يومنا حافل بالأعمال، سمين بالمفاجآت التي أعددناها لأمنا... والتي أرجو أن تُرضيَها.. أعتقد أنها ستكون راضية لأنها في الأصل فكرتها وحلمها البديل عن الوظيفة التي أرهقتها وأخذت من صحتها كل مأخذ!

أعود للخطة والترتيبات: سيصطحب أخي والدتي في زيارة طويلة لجدّي، وسيُحضر أبي ماكينتَي الخياطة الجديدتَين ولوازم الخياطة والتطريز.. وماذا أيضًا؟ آه، تذكرت: الطاولة والكراسي، لكن الأصعب من ذلك كله، هو سرعة نقل سرير أختيّ الصغيرتين وأشيائهما إلى غرفتي! أمري إلى الله، سمحت لهما أن يقاسماني غرفتي، وسأصبر على إزعاجهما وصراخهما! لا بأس، من أجل أمّنا!

على كل حال أرجو أن يرزقني الله بزوج جميل غني، فينتهي هذا الوضع.. لكن أبي يقول دائمًا: الدراسة أولًا! ما المشكلة أن تجتمع الدراسة مع العريس؟ الأهل غريبون في آرائهم أحيانًا!

كل شيء على ما يرام، يمكنني أن أنام..

أجمل ما في المشروع الصغير أننا وفّرنا حتى المتعلمات اللاتي سيتعلمن الخياطة والتطريز والطبخ، أنا واحدة منهن وأربع أخريات من صديقاتي... سنجتمع يوم العطلة في الصباح لتعلمنا أمي -كما تقول- ما ينفع كل ربة بيت... وكل من ستصبح ربة بيت، ولم أنسَ رسوم الدراسة، وقد جمعتها في ظرفٍ سأقدمه لأمي مع المفاجأة!

كل الأمور جيدة.. أحب ذكائي.. يجب أن أنام الآن..

مسكينة تلك القطة! أخذت تشم صغيرها الذي فارق الحياة، ثم لعقته كثيرًا، ثم ماءتْ مواءً حزينًا، وكررت ذلك مرارًا.. ولما أبعدنا الصغير عنها، عادت تبحث عنه في نفس مكانه، وتموء ذلك المُواء المؤلم! بكيتها وبكيت صغيرها، وبكيت عينيها التائهتين الحائرتين، وبكيت ضعفها وعدم قدرتها على التعبير!

لكنها سرعان ما نسيت... رحمة من الله بها! سبحان الله! ما أجمل الرحمة! أعتقد أن الناس لو تراحموا ما عَذبوا وما قتلوا وما ظلموا، ولما بكت أمي كل يوم!

كفّي أيتها الأفكار، أريد أن أنام، فغدًا يومنا طويل.

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:1]، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس:1].

أعجبني اللون الذي صبغَتْ به حلا شعرها، سأسألها غدًا عن الصالون الذي ذهبت إليه ولون الصبغة، وأغيّر شكلي.. جميل أن يغيِّر الإنسان شكله ويشعر بالتجديد والحياة والإنتعاش.. إضطرت حَلا أن تصبغ حاجبيها حتى لا يصبح وجهها متنافرًا منفِّرًا، لكنني أخاف من صبغ الحاجبين وأرى أنه قد يؤذي العينين.. لا أدري، سأسأل وأبحث وأقرر..

نعم، يجب الآن أن أنام.. يجب أن أنام... لا مزيد من التفكير، نقطة..

الكاتب: إيمان شراب.

المصدر: موقع منبر الداعيات.